الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **
قال الحرالي: سلسلة أهل الطريق تنتهي من كل وجهه من جهة المشايخ والمريدين إلى أهل البيت فجهات طرق المشايخ ترجع عامتها إلى تاج العارفين أي القاسم الجنيد وبداية أبي القاسم أخذها من خاله السري والسري ائتم بمعروف وكان معروف مولى علي بن موسى الرضي وعن آبائه فرجع الكل إلى علي - (فر عن زيد بن أرقم) ورواه عنه أيضاً أبو نعيم ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحاً فكان عزوه إليه أولى. 3968 - (خمس يعجل اللّه لصاحبها العقوبة) في الدار (البغي) أي التعدي على الناس (والغدر) للناس (وعقوق الوالدين) أي الأصليين المسلمين أو أحدهما (وقطيعة الرحم) أي القرابة بنحو صدٍّ أو هجرٍ بلا موجب (ومعروف لا يشكر) ومن لا يشكر الناس لا يشكر اللّه تعالى. - (ابن لال) في المكارم (عن زيد بن ثابت) ورواه عنه أيضاً الديلمي وغيره. 3969 - (خمس خصال يفطرن الصائم وينقضن الوضوء: الكذب والغيبة والنميمة والنظر بشهوة) إلى حليلة[قول المناوي "إلى حليلة" فيه نظر، إذ كيف يحرم المؤمن من الثواب بمجرد النظر بشهوة إلى حليلته، وهي معه في بيته، عرضة أن يراها بأحوال مختلفة، ولم يفرض الشرع عليها أن تحتجب منه؟! ومعلوم أن النظر إلى الزوجة الجميلة قد تنتج عنه الشهوة: ورد في إحدى الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي جامع أهله في رمضان: ما حملك على هذا؟ فأجاب: رأيت خلخالها في ضوء القمر... وانظر إلى الخصال الأخرى المذكورة في الحديث، كيف أنها كلها محرمة على الصائم وغيره: الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة، فيتضح لك أن ما يقرن بها يلزم أن يكون مثلها: محرم على المفطر والصائم، أي أن النظر بشهوة إلى ما لا يحل، يذهب ثواب الصيام. وكيف يذهب ثواب الصائم بما لم يأت فيه نهي من الشارع؟! والله أعلم. عرفان الرباط، دار الحديث] أو غيرها (واليمين الكاذبة) قال حجة الإسلام: بين به أن الصوم أي المقبول المثاب عليه في الآخرة الثواب الكامل ليس هو ترك الطعام والشراب والوقاع، فَرُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع بل تمام الصيام أن يكف [ص 460] الجوارح عما كره اللّه: فيحفظ اللسان عن النطق ويحفظ العين عن النظر إلى المكاره والأذن عن الاستماع إلى المحرم فإن المستمع شريك القائل وهو أحد المغتابين وكذا يكف جميع الجوارح كما يكف البطن والفرج فإذا عرفت معنى الصوم الحقيقي فاستكثر منه ما استطعت، فإنه أساس العبادة ومفتاح القربات. - (الأزدي) أبو الفتح (في) كتاب (الضعفاء) والمتروكين عن عيسى بن سليمان ورأف داود عن داود بن رشيد عن بقية عن محمد بن حجاج عن جابان عن أنس كذا أورده في ترجمة محمد بن الحجاج الحمصي وقال: لا يكتب حديثه وقال أبو العباس البناني في كتاب الحافل: والإسناد كله مقارب قال الحافظ العراقي: وقد رواه عن بقية أيضاً سعيد بن عنبسة أحد من رمي بالكذب وقال ابن الجوزي: هذا موضوع من سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه (فر عن أنس) قال الحافظ العراقي: قال أبو حاتم هذا كذاب انتهى. وذلك لأن فيه سعيد بن عنبسة وقد قال الذهبي في الضعفاء: كذبه ابن معين وغيره عن بقية وحاله معلوم وجابان قال الذهبي: ليس بمعروف وفي اللسان عن ذيل الميزان: جابان قال الأزدي متروك الحديث ثم أورد له هذا الخبر. 3970 - (خمس دعوات يستجاب لهن دعوة المظلوم حتى) أي إلى أن (ينتصر) أي ينتقم ممن ظلمه بالقول أو الفعل (ودعوة الحاج) حجاً مبروراً (حتى يصدر) أي يرجع إلى أهله (ودعوة الغازي) لإعلاء كلمة اللّه ابتغاء رضاه لا طلباً للغنيمة (حتى يقفل) أي يعود من غزوه إلى وطنه (ودعوة المريض) أي مرضاً لم يعص به فيما يظهر (حتى يبرأ) من علته (ودعوة الأخ لأخيه) في الإسلام وإن لم يكن أخاه في النسب (بظهر الغيب) قال الطيبي: حتى في للقرائن الأربع بمعنى إلى كقولك سرت حتى تغيب الشمس لأن ما بعد حتى غير داخل فيما قبلها فدعوة المظلوم مستجابة إلى أن ينتصر وكذا الباقي فإن قلت: هذا يوهم أن دعاء هؤلاء الأربع لا يستجاب بعد ذلك وكذا دعاء الغائب إلى أن يحضر قلت: نعم لكن الأسباب مختلفة فيكون سبب الإجابة حينئذ أمر آخر غير المذكورة (وأسرع هذه الدعوات) أي أقربها إجابة (دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب) لما فيها من الإخلاص وعدم الشوب بالرياء ونحوه. - (هب عن ابن عباس) وفيه زيد العمي قال الذهبي: ضعيف متماسك ورواه عنه أيضاً الحاكم ومن طريقه أورده البيهقي مصرحاً فكان عزوه إليه أولى. 3971 - (خمس من العبادة النظر إلى المصحف) للقراءة فيه (والنظر إلى الكعبة والنظر إلى الوالدين) أي الأصلين مع الاجتماع أو الافتراق (والنظر في زمزم) أي بئر زمزم أو إلى مائها (وهي) أي زمزم (تحط الخطايا) أي يكون النظر إلى ذلك مكفراً للذنوب (والنظر في وجه العالم) العامل بما علم والمراد العلم الشرعي قال الحرالي: ويقصد الناظر التقرب إلى اللّه برؤيته فإن في التقرب إلى اللّه برؤية العلماء الأعيان وعباد الرحمن سر من أسرار العيان. - (قط ن عن) كذا في نسخة المصنف بخطه وبيض للصحابي. 3972 - (خيار المؤمنين القانع) بما رزقه اللّه تعالى (وشرارهم الطامع) في الدنيا لفقره إلى الأسباب فيسترق قلبه الأطماع وتصير الخلق عليه كالأسباب لأن الطمع فيها يضاعف الهم ويطيل الحزن وينسي المعاد ومن قنع استراح فالطمع في الدنيا هو الذي عمر النار بأهلها والزهد هو الذي عمر الجنة بأهلها القانع هو الراضي عن اللّه بما قسم له من قليل الرزق ظاهراً [ص 461] وباطناً وإنما كان خيارهم لما تضمنته القناعة من مكارم أخلاق الإيمان وهو الغني بما قسم له ومن الرضى وهو باب اللّه الأكبر وهو أشرف مقامات الإيمان ومن الزهد عن فضول الدنيا ومن التعفف عن تعلق الهمة قال الحرالي: والطمع يشرب القلب الحرص ويختم عليه بطابع حب الدنيا وحب الدنيا مفتاح كل شر وسبب إحباط كل خير. - (القضاعي) في مسند الشهاب (عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضاً الديلمي 3973 - (خيار أمتي في كل قرن خمس مئة) أي خمس مئة إنسان (والأبدال أربعون) رجلاً كما سبق (فلا الخمس مئة ينقصون) بل قد يزيدون (ولا الأربعون) ينقصون (بل كلما مات رجل) منهم (أبدل اللّه من الخمس مئة مكانه) رجلاً آخر (وأدخل في الأربعين مكانه) ولهذا سموا بالأبدال وظاهره أن البدل لا يكون إلا من أولئك لا من غيرهم لكن في مطارحات الصوفية ما يقتضي خلافه قالوا: يا رسول اللّه دلنا عن أعمالهم فقال (يعفون عمن ظلمهم) كما حكى أن ابن أدهم سأله جندي عن العمران فدله على المقابر فضربه فقال اللّهم إني أعلم أنك تؤجرني وتؤزره فلا تؤجرني ولا تؤزره (ويحسنون إلى من أساء إليهم) أي يقابلونه على إساءته بالإحسان (ويتواسون فيما آتاهم اللّه) فلا يتأشر أحد منهم على أحد فمن اجتمعت فيه هذه الخصال دل على أنه من الأبدال. - (حل) من حديث سعيد بن عبدوس عن عبد اللّه بن هارون الصوري عن الأوزاعي عن الزهري عن نافع (عن ابن عمر) بن الخطاب ورواه عنه أيضاً الطبراني ومن طريقه وعنه رواه أبو نعيم فلو عزاه المؤلف له لكان أحسن وسعيد بن عبدوس وعبد اللّه بن هارون الصوري عن الأوزاعي وعنه سعيد بن عبدوس لا يعرفان والخبر كذب في أخلاق الأبدال كذا قال ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه ووافقه عليها المؤلف [أي السيوطي] في مختصر الموضوعات فأقره ولم يتعقبه. [فالظاهر أن إشارة التحسين في نسخة الجامع الصغير من خطأ بعض النساخ، وليست للسيوطي. دار الحديث]. 3974 - (خيار أمتي الذين يشهدون أن لا إله) أي لا معبود بحق (إلا اللّه) الواحد الواجب الوجود (وأني) محمداً (رسول اللّه) إلى كافة الثقلين (الذين إذا أحسنوا استبشروا) بتوفيق اللّه لهم إلى الحسنات وهدايتهم إليها (وإذا أساؤوا) أي فعلوا سوءاً (استغفروا) اللّه تعالى منه يعني تابوا توبة صحيحة وسبق في خبر أن الاستغفار باللسان توبة الكذابين (وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به وإنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب) أي الحرص على تحصيل أصناف الطعام النفيسة والتهالك على الالتذاذ بها وعلى لبس الملابس الفاخرة (ويتشدقون في الكلام) أي يتوسعون فيه من غير احتياط واحتراز وأراد بالمتشدق المستهزئ بالناس يلوي شدقه عليهم وبهم. قال الحرالي: المقصود بقوله وأشرار أمتي إلخ أن على المرء أن يتناول من الدنيا ما يتناوله على أنه من يدر به أخذاً منها بمقدم أطراف أصابعه أكلاً بمقدم أسنانه أكل فصم لا أكل خصم فإن من تضلع من طعامها وشرابها وتزين بملابسها ومراكبها وتقلب في مبانيها وزخارفها فليس من اللّه في شيء إلا من اغترف غرفة بيده فيأخذ لنفسه بالحاجة لا بالشهوة ولا بالمطاولة ومن أخذ بالمطاولة شيئاً منها قامت قيامته وحانت ساعته الخاصة به. - (حل عن عروة) بضم أوله (ابن رويم) بالراء مصغراً (مرسلاً) هو اللخمي الأزدي له مقاطيع قال ابن حجر: صدوق يرسل كثيراً وفي موته أقوال. [ص 462] 3975 - (خيار أمتي علماؤها) العالمون بالعلوم الشرعية العاملون بها قال تعالى - (حل خط) القضاعي عن ابن عمر قال شارحه غريب جداً عن عبد اللّه بن محمد بن جعفر عن زكريا الساجى عن سهل بن بحر عن محمد بن إسحاق السلمي عن ابن المبارك عن الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن أبي هريرة (خط) من هذا الطريق (عن أبي هريرة) ثم قال أبو نعيم غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه وقال الخطيب: حديث منكر ومحمد بن إسحاق السلمي أحد الغرباء المجهولين وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: أنكره الخطيب وكأنه لم يتهم به إلا السلمي وقال في الميزان: هذا خبر باطل والسلمي فيه جهالة اهـ وحكى عنهم المؤلف وأقره لكنه قال: له طريق آخر عن ابن عمر وهي ما أشار إليها هنا بقوله (القضاعي) في مسند الشهاب عن محمد بن إسماعيل الفرغاني عن الحاكم عن أبي الحسن الأزهري عن أحمد عن خالد القرشي (عن ابن عمر) بن الخطاب والخبر باطل اهـ وحكاه المؤلف في مختصر الموضوعات وسكت عليه فلم يتعقبه. 3976 - (خيار أمتي الذين إذا رؤوا) أي إذا نظر إليهم الناس (ذكر اللّه) برؤيتهم يعني أن رؤيتهم مذكرة باللّه تعالى وبذكره لما يعلوهم من البهاء والإشراق وحسن الهيئة وحسن السمت (وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون البرآء العنت) في النهاية العنت المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلط والزنا والحديث يحتمل كلها والبرآء جمع برئ وهو العنت منصوبان مفعولان للباغون وبغيت الشيء طلبته. - (حم عن عبد الرحمن بن غنيم) بضم المعجمة وسكون النون قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب وثق وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح وقال المنذري: فيه شهر وبقية أسانيده يحتج بهم في الصحيح (طب عن عبادة بن الصامت) قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك قال المنذري وحديث عبد الرحمن أصح ويقال له صحبة. 3977 - (خيار أمتي أحدّاؤهم) في رواية أحداؤها جمع حديد كشديد وأشد أي أنشطها وأسرعها إلى الخير مأخوذ من حد السيف فالمراد بالحدة هنا الصلابة في الدين والقصد إلى الخير والغضب للّه كما مر بعضهم يرويه بالجيم من الجد ضد الهزل اهـ وهو غير سديد إذ لا ملاءمة بينه وبين قوله (الذين إذا غضبوا رجعوا) أعلم أن أمته هم المؤمنون بعزة الإيمان {فللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين} [ص 463] فحدتهم تنشأ عن عزة الإيمان حمية للدين لأن الحكم إذا نيط بوصف صار علة فيه نحو - (طس) وكذا الديلمي والبيهقي (عن علي) أمير المؤمنين قال الهيثمي: فيه نعيم بن سالم بن قنبر وهو كذاب اهـ وفي الضعفاء للذهبي: قال ابن حبان يضع الحديث. 3978 - (خيار أمتي أولها وآخرها نهج أعوج) النهج الطريق المستقيم فلما وصفه بأعوج صار الطريق غير مستقيم ويوضحه حتى تقيم به الملة العوجاء يعني ملة إبراهيم الذي غيرتها العرب عن استقامتها وهذا التقدير بناء على أن قوله نهج بالنون وهو ما عليه شارحون لكن جعله آخرون شيح بمثلثة أولى والشيح الوسط وما بين الكاهل إلى الظهر أي ليسوا من خيارهم ولا من رذائلهم بل من أوسطهم كذا ذكره الديلمي (ليسوا مني ولست منهم) قال الزمخشري: معنى قولهم هو مني أي بعضي والغرض الدلالة على شدة الاتصال وتمازج الأهواء واتحاد المذاهب ومنه فمن تبعني فإنه مني وقوله ليسوا مني نفي لهذه البعضية من الجانبين. - (طب) وكذا الديلمي (عن عبد اللّه بن السعدي) بفتح المهملة وسكون المهملة صحابي مات في خلافة عثمان قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك. 3979 - (خيار أمتي من دعا إلى اللّه تعالى) أي إلى توحيده وطاعته ورضاه (وحبب عباده إليه[بأن يأمرهم بالطاعة حتى يطيعوه فيحبهم لأن المعلم يسلك بالطالب طريق المصطفى صلى اللّه عليه وسلم والإقتداء به ومن اقتدى به أحبه اللّه - (ابن النجار) في تاريخه (عن أبي هريرة). 3980 - (خيار أئمتكم) أي أمرائكم (الذين تحبونهم ويحبونكم) بأن يكونوا عدولاً فإن التحابب من الجانبين أن يكون ممدوحاً عند استعمالهم للعدو كما سبق تقريره (وتصلون عليهم ويصلون عليكم) أي يدعون لكم وتدعون لهم يعني تحبونهم ما دمتم أحياء ويحبونكم ما داموا أحياء فإذا جاء الموت ترحم بعضكم على بعض وذكر البعض بخير قال الأبي: يعني بالمحبة الدينية الذي سببها اتباع الحق من الإمام والرعية (وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) قال الماوردي: هذا صحيح فإن الإمام إذا كان ذا خير أحبهم وأحبوه وإذا كان ذا شر أبغضهم وأبغضوه وأصل ذلك أن خشية اللّه تبعث على طاعته في خلقه وطاعته فيهم تبعثهم على محبته فلذلك كانت محبته دليلاً على خيره [ص 464] وبغضهم له دليلاً على شره وقلة مراقبته اهـ وظاهر كلام المصنف أن ذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته كما في مسلم قالوا: يا رسول اللّه فتنابزهم عند ذلك قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا من ولى عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية اللّه فليكره ما يأتي به من معصية اللّه ولا ينزعن يداً من طاعة اهـ. - (م) في المغازي (عن عوف بن مالك) ولم يخرج البخاري عن عوف. 3981 - (خيار ولد آدم خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وخيرهم محمد) وهم أولو العزم وأفضلهم بعد محمد إبراهيم نقل بعضهم الإجماع عليه وفي الصحيح خير البرية إبراهيم خص منه النبي صلى اللّه عليه وسلم فبقي على عمومه فيه قال المصنف في النهاية: ولم أقف على نقل أيهم أفضل وينقدح تفضيل موسى أي لاختصاصه بالكلام فعيسى فنوح اهـ وفاته أن الفخر الرازي حكى الإجماع على تقديم موسى وعيسى على نوح فإنه قال في أسرار التنزيل: لا نزاع في أن أفضل الأنبياء والرسل هؤلاء الأربعة محمد وإبراهيم وموسى وعيسى اهـ بلفظه. - (ابن عساكر) في التاريخ (عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضاً البزار باللفظ المزبور قال الهيثمي بعد ما عزاه له: ورجاله رجال الصحيح اهـ. فإغفال المصنف له واقتصاره على ابن عساكر غير جيد. 3982 - (خياركم) أي من خياركم (من تعلم القرآن وعلمه) قال في شرح المشكاة: لا بد من تقييد التعليم والتعلم بالإخلاص وإطلاقه شامل لما لو علمه بأجره وفيه خلاف مشهور معروف. - (ه عن سعد) بن أبي وقاص ورواه الطبراني عن أبي أمامة قال الهيثمي: وفيه عنده علي بن أبي طالب البزار ضعفه ابن معين. 3983 - (خياركم من قرأ القرآن وأقرأه) قال أبو عبد الرحمن السلمي فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا وكان يعلم القرآن. - (ابن الضريس وابن مردويه عن ابن مسعود). 3984 - (خياركم أحاسنكم أخلاقاً) فعليكم بحسن الخلق جمع أحسن بوزن أفعل وهي إن قرنت بمن كانت للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع بلفظ واحد وإلا عرفت وذكرت وأنثت وجمعت وإن أضيفت جاز الأمران كما هنا والأخلاق جمع خلق وهو أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره وتنقسم إلى محمود ومذموم فالمحمود صفة الأنبياء والأولياء كالصبر عند المكاره والحلم عند الجفاء وتحمل الأذى والإحسان والتودد للناس والرحمة والشفقة واللطف في المحاولة والتثبت في الأمور وتجنب المفاسد والشرور والمذموم نقيضه زاد الترمذي في رواية وأطولكم أعماراً والقصد بهذا الحديث الحث على حسن الخلق ولين الجانب قال يوسف بن أسباط: علامة حسن الخلق عشرة أشياء: قلة الخلاف وحسن الإنصاف وترك طلب العثرات وتحسين ما يبدو من السيئات والتماس المعذرة واحتمال الأذى والرجوع بالملامة على نفسه والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره وطلاقة الوجه ولطف الكلام. - (حم ق ت عن ابن عمرو) بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ألا أخبركم بخياركم؟ فذكره وفي الباب عبادة وغيره. 3985 - (خياركم أحاسنكم أخلاقاً) فمن كان حسن الخلق فيه أكثر كان خيره أكثر (الموطؤون أكنافاً) بصيغة اسم المفعول من التوطئة وهي التمهيد والتذليل وفراش وطيء لا يؤذي جنب النائم والأكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة [ص 465] يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى وهو أحسن البلاغة (وشراركم الثرثارون) أي الذين يكثرون الكلام تكلفاً وتشدقاً والثرثرة كثرة الكلام وترديده (المتفيهقون) أي الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم ويتفصحون فيه (المتشدقون) الذين يتكلمون بأشداقهم ويتمقعرون في مخاطبتهم.
|